من أبرز عوامل نجاح المعلم أن يكون لديه القدرة على بناء علاقات من الاحترام والمودة بينه وبين المتعلم ، فقد أثبتت الأبحاث بأن سلوك الطالب وإنجازه العلمي يتأثران بطبيعة العلاقة بينه وبين المعلم ، فالطالب يفضل المعلم صاحب المعاملة الحسنة الذي يبدي اهتماما به ، واحتراما لإنسانيته ، وتقديرا لعقله وسِنِّه ، ومن ثم يحقق إنجازا علميا مرغوبا فيه ، وتتكون لديه اتجاهات إيجابية تجاه المادة العلمية ، أما المعلم الذي يبسط سلطانه بالقوة الجبرية ، ويعامل المتعلم بشيء من السخرية والإهانة ، فإن المتعلم سيعرض عنه ، ويعرض كذلك عن مادته العلمية .
وكذلك
الحال بالنسبة لسلوك الطالب في الصف ، فهو الآخر يتأثر بنوعية العلاقة
بينه وبين المعلم ، فيبدي الطالب سلوكا منضبطا منتجا إذا كانت العلاقة
قائمة على المودة والاحترام ، أما إذا كانت العلاقة يشوبها شيء من الفتور
فقد يؤدي ذلك إلى سلوكات غير مرغوب فيها ، ويستطيع الملاحظ لأداء المعلم في
الصف أن يدرك طبيعة العلاقة بين المعلم وطلابه .
من أجل بناء علاقات إيجابية يمكن للمعلم أن يتبع ما يأتي :
1- استخدام مهارات العلاقات الإنسانية :
هناك أربع مهارات مهمة في هذا المجال وهي :
· الصداقة
· الموقف الإيجابي
· القدرة على لاستماع والإنصات
· القدرة على التعزيز الصادق
2- تمكين الطلاب من المرور بتجربة النجاح
، أو قل إشعارهم بالإنجاز ؛ لأن الخبرات الناجحة تطور مشاعر الثقة بالنفس
، وترفع درجة الطموح إلى تحقيق المزيد من الإنجازات ، وتفتح الشهية نحو
التعلم .
3- التشجيع على التعلم :
إن التشجيع على التعلم يرتكز على أربعة مبادئ :
المبدأ الأول : الناس قادرون على الإنجاز وتحمل المسؤولية
المبدأ الثاني : ينبغي أن يكون التعلم تعاونيا
المبدأ الثالث : يمتلك الناس قدرة كافية في كل مجالات التطور الإنساني
المبدأ الرابع : يمكن تحقيق هذه القدرة على التطوير من خلال السياسات والبرامج المصممة من أجل هذا التطوير .
وهناك أربعة نماذج من سلوكات المعلمين تجاه طلابهم :
أ ) معلم غير مشجع عن قصد ( لم تحل واجبك أبدا )
ب) معلم غير مشجع عن غير قصد ( أنا أُعلِّم الطلاب الذين يريدون التعلم فقط )
ج ) معلم مشجع عن غير قصد ( قمتَ بعمل رائع في امتحانك)
د ) معلم مشجع عن قصد ( دعني أريك كيف تتحسن )
4- استخدام مهارات التواصل الفعالة
يعتمد التواصل الفعّال على إجادة مهارات الإرسال ومهارات الاستقبال
تأخذ
مهارات الإرسال أشكالا كثيرة فالمعلم يرسل الرسائل حين ينفذ عملية التعليم
، وحين يقدم لطلابه التغذية الراجعة ، وحين يوجه طلابه بالسلوكات التي
تحتاج إلى تعديل .
ومن مهارات الاستقبال الاستماع الجيد للطلاب ؛ فإن هذا الاستماع
يجعل الطلاب يشعرون بأهميتهم وبأنهم مقبولون ومحترمون
يمكن المعلم من مساعدة الطلاب على البوح بمشاعرهم وحل نزاعاتهم
ومن مهارات الاستقبال استخدام عبارات الإقرار ( أحسنت ... استمر ) دون مقاطعة الطالب
ومن مهارات الاستقبال الاتصال البصري ...
ويمكن
للمعلم أن يستخدم أسلوب الشرح التفسيري عند الاستماع للطالب ، وهذا يعني
أن يقوم المعلم بإعادة صياغة أفكار الطالب ، وإبداء الرأي فيها وتلخيصها .
5- تأسيس بيئة آمنة ومطمئنة
من الحاجات التي ينبغي أن يشبعها المعلم الحاجة إلى الأمن والسلامة .
فالطالب
في حاجة إلى أن يعرف بأن معلمه لن يسمح بإساءة لفظية أو جسدية من قبل
المعلم أو الطلاب . ينبغي أن يوفر لهم المعلم الحماية ، وإذا قلق الطلاب
على سلامتهم فإن تركيزهم سيقل وإنجازهم سيضعف .
البيئة الآمنة تساعد على إرساء علاقات طيبة في غرفة الصف .
6- العدالة والثبات على المبدأ
يحتاج
الطلاب إلى أن يعاملوا بعدل وإنصاف ، ويحبون أن يكون معلمهم صاحب أحكام
ثابتة وموثوقة ، بعيدا عن الانحياز والتردد ، وإن شعور الطالب بعدالة معلمه
يشعره بالطمأنينة ،
فلا يشك في الدرجة التي حصل عليها ، وينزاح عنه الشعور بالظلم ، ذلك الشعور الذي
قد يدفع الطالب إلى سلوك عدائي .
7- إظهار الاحترام والمحبة للطلاب
ينبغي على المعلم أن
يعبر عن سروره بطلابه وبإنجازاتهم ، و ذلك من خلال نبرة الصوت وتعبيرات
الوجه ، وألفاظ الاستحسان ، ومدح الطالب أمام ولي أمره ، والدفاع عنه إذا
لزم الأمر ، وإظهار الاهتمام لأمره والحرص الشديد على مصلحته ومستقبله ،
وحسن خطابه بألفاظ تحمل الود والثقة مثل : يا بني ، يا قاضي القضاة ، يا
عالم الأمة ...
فإذا
لقي الطالب هذه المعاملة أحب معلمه ، وبذل قصارى جهده في إدخال السعادة
على قلبه ، وسعى ما وسعه السعي في الدرس والتحصيل ، واتخذ من معلمه قدوة
يتأسى به في أقواله وأفعاله .
8- إيجاد الفرص للمناقشات الشخصية
ينبغي أن يُفرِّغ المعلم شيئا من وقته ليتعرف إلى طلابه وذلك من خلال ما يأتي :
· إظهار الاهتمام بأنشطة الطلاب
· ترتيب بعض اللقاءات معهم
· إرسال الرسائل التعزيزية
· استخدام صندوق لتقديم الاقتراحات
· الاتصال بولي الأمر لنقل الأخبار الطيبة عن إنجازات ابنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق