الجمعة، 24 فبراير 2017

الشخصية المتميزة

الشخصية المتميزة

تعريف الشخصية:
هي مجموعة من المميزات والصفات والعادات التي ينفرد بها الشخص و تميزه عن غيره من الناس, و لذلك فإننا نجد أن كل شخص ينفرد بصفات و مميزات خاصة به, و لديه عادات و طقوس معينة تكون جزءاً من شخصيته المستقلة المتفردة .
وتتكون شخصية الإنسان من ثلاث دعائم وهي:
أولاً-العقل:
وهبنا الله العقل والذي ميزنا به عن سائر المخلوقات الأخرى، وجعل لنا التفكير و التأمل في حكمة الحياة.
ثانياً-الإرادة:
تعتبر الإرادة إحدى دعائم الشخصية القوية، فبالإرادة التي لا تعرف الكلل، والعزيمة التي لا تفتر والحماس المتوقد والرغبة المشتعلة يستطيع كل إنسان أن يحقق آماله، وأهدافه وطموحاته، وأحلامه.العاطفة:
خلق الله الإنسان ووهب له العاطفة التي لا يستطيع أن يعيش بدونها فهو يحب نفسه، و يحب من حوله،
و يتفاعل معهم، لأنه اجتماعي بطبعه، يتأثر بالأحداث المحيطة حوله التي تصب في مجرى إحساسه، وعواطفه، فهو يتوق إلى كلمات الحب، و التقدير، و التشجيع، الإطراء، والإحسان .
و الآن و بعد أن عرفنا مكنونات الشخصية، هل لديك خطة لتغيير شخصيتك ؟
? اعمل على أن تكون لك شخصية فذة، وإرادة قوية، وعاطفةمتوقدة.
? اعمل على أن تكون لك صفات رائعة، وأخلاقيات ممتازة، وعادات ناجحة.
? حاول أن يكون تفكيرك سليماً، ومتزناً، وشخصيتك ناضجة، فعندها تتحول حياتك إلى حياة هادئة، ومتزنة.
? فكر دائماٍ في أفكار سعيدة, فعندها ستكون سعيداً, والعكس بالعكس.
? ساعد نفسك دائماً في أن تكون أفكارك رائعة , واجعل من نفسك مثلاً أعلى , ونموذجاً حياً من المبادئ والقيم السامية.
? لا تستطيع أن تغير الكون من حولك، ولكنك تستطيع أن تغير طريقة تفكيرك، ومنهاج حياتك .
آلية التغيير:
وحيث أن الشخصية تتكون من مجموعة عادات، و هذه العادات إما أن تكون جيدة، أو عادات سيئة أو غير مستحبة.
فإذا أردنا أن ننجح في حياتنا يجب أن نتغير، و إذا أردنا أن نتخلص من عاداتنا السيئة التي تكون شخصيتنا غير الناضجة والتي بسببها نشعر بالعجز والفشل أمام أنفسنا و أمام الآخرين، يجب أن نتغير، و إذا أردنا أن ننجح في تعاملنا مع الآخرين يجب أن نتغير .
على سبيل المثال يقول بعض الناس:سأتوقف عن التدخين عندما أبلغ سن الـ(35)، و بعضهم الآخر يقول سأتوقف عن قضم أظافري عندما أنجب حتى لا يراني أولادي فيقلدوني، و بعضهم الآخر يقول:سأبدأ الحمية في الشهر المقبل حتى أستمتع الآن بما لذ و طاب من الطعام، و بذلك تفوت فرصة عظيمة على نفسك أن تبدأ الآن و ليس غداً .
وفي النهاية عزيزي القارئ:
إذا أردنا أن نتغير فيجب علينا أن نبدأ من الآن, دون أن نعلق ذلك بحدث أو مناسبة أو سواها, فالتغيير يبدأ من الداخل.
تحدثنا في الفصل السابق عن الشخصية ودعائمها, وعن أهمية العادات و ضرورة التغيير, ونتحدث الآن عن آلية التغيير.
تعريف التغيير:
التغيير لدى الفرد هو: طريقة منتظمة يتبعها أي إنسان غير راض عن وضعه الحالي، و لديه رغبة أكيدة في تغيير نفسه لكي يصبح مختلفاً عما سبق أن كان عليه و كذلك هو عملية التحول التي يسعى إليها أي إنسان لكي يغير ما اعتاد عليه أن يفعله طيلة فترة زمنية معينة .
و يشمل التغيير استبدال عادات بأخرى، أو تغيير الاتجاهات، أو الآراء، أو السلوكيات، أو الأخلاقيات، أو الأداء، أو الأفعال التي تتكرر دائماً.
تعرّف على عاداتك:
هل تعرف عاداتك الحسنة؟هل لديك عادات سيئة؟ إذا كنت تعرفها، فقد وصلت إلى نصف الحل لكي تضع خطة للتغلب عليها، هل جربت يوماً أن تحصي عاداتك السيئة؟
إذا كان جوابك نعم، كم عددها؟ هل جربت أن تحصيها؟ وهل جربت أن تستبدلها بعادات أخرى إيجابية؟
التغيير هو الحقيقة،وهو الحل لكل المشاكل من حولك، واعلم أن الإنسان بطبعه لا يحب التغيير، بل يقاومه بضراوة، و يظل أسيراً للعادة، أسيراً للقيود التي صنعها بنفسه و حول نفسه، أسيراً للطوق الذي وضعه بنفسه حول عنقه.
اعرف عاداتك و ابدأ التغيير الآن :
1) لا تألف العادة التي تصنعها بنفسك ، و قد تبدأ في بادئ الأمر بسيطة ، و قد تكون مسلية أو قضاء وقت فراغ أو مزاح مع الأصدقاء ، أو تجربة حمقاء في لحظة طيش ثم تدخل تدريجياً في حياة الإنسان فيعتاد عليها و لا تطيب له نفسه إلا عندما يفعلها فلا يستطيع الفكاك منها و تظل القيد الذي يقيده و يشل حركته بل يظل كذلك في حلقة مفرغة يدور فيها حتى نهاية العمر.
2) لا تجعل العادة تلتف حول عنقك بأسلاك من الفولاذ ، و كثير من الناس يقعون أسرى لعاداتهم السيئة و لا يستطيعون الفكاك منها حتى يستسلموا بقية عمرهم لها ،لأنهم يحاولون محاولات يائسة غير مؤمنين بأنفسهم و قدراتهم التي تستطيع أن تحطم أي عادة مهما كانت خلال 21 يوماً فقط.
3) لا تجعل نفسك أسيراً لعادة معينة، فتظل مساقاً إليها طيلة حياتك كما تساق الدابة إلى مصيرها المحتوم.
4) لا تجعل العادة تتغلب عليك و تقهرك فتفقد احترامك لذاتك وتظل ضعيفاً ويائساً ومتخبطاً ومتشائماً بأنك ستظل طوال حياتك عبداً مقهوراً لعاداتك .
5) بعض الناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح، عندما حاولوا التخلص من العادة السيئة ثم استسلموا لها.
6) بعض الناس كانوا أقوياء أمام الناس ولكنهم كانوا ضعاف العقول والنفوس فهزمتهم عادة سيئة فاتبعوا هواهم و شهواتهم فأدت بهم إلى التهلكة7) استبدل عاداتك السيئة بعادات حسنة مثل :
1. عادة ممارسة الهوايات: اجعل لك هواية تأنس بها تخصص لها جزءاً من وقتك و تمارسها كل يوم فالنفس ملولة و تحتاج إلى تغيير النشاط بين فترة و أخرى حتى تستطيع أن تواصل أعمالك الأخرى بجد و همة و حيوية.
2. خصص وقتاً معيناً لممارسة الرياضة المفيدة للجسم وحتى و لو كان المشي لمدة نصف ساعة يومياً فيستفيد جسدك و عقلك من هرمون الأندروفين الذي يفرز فقط بعد ممارسة الرياضة البدنية .
8) حاول التخلص من :
1 عادة التدخين:_ إذا كنت مدخناً _ عليك بشرب الماء بكثرة حتى تخلص جسمك من السموم.
2 قضم الأظافر: عليك بتعلم مهارة مفيدة، مثل الطباعة على الحاسب الآلي أو تعلم مهارة يدوية تعود عليك و على أسرتك بالنفع.
3 الإفراط بالأكل: ابدأ بتقليل كمية الأكل و الاستعانة بالطعام الصحي، واتبع نظام الكشف الدوري على صحتك لدى الأطباء المختصين .
4 الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة:استعن بقراءة كتاب مفيد .
5 عادة القلق و التوتر:استعن بالاسترخاء…يتبع.
تطرقنا في الفصل السابق إلى موضوع العادات و ضرورة التغيير, ولابد هنا أن نشرح كيفية القيام بهذا التغيير.
قرر أن تتغير:
• لكي تبدأ في التغيير يجب أن تأخذ القرار أولاً بأن تتغير، ثم ابدأ في تغيير طريقة تفكيرك، وطريقة ردة فعلك تجاه الآخرين.
• إذا أردت أن تنجح في حياتك يجب أن تتحكم في سلوكك, وتسيطر على انفعالاتك، وتكبح جماح نفسك، ولا تغضب، فإذا استطعت أن تفعل ذلك، فإنك تستطيع أن تسيطر على حياتك، وتحقق النجاح المنشود ” ولا تنس أن حياتك من صنع يديك”
كيف تتغير:
اضبط أعصابك و انفعالاتك و سيطر على ردة فعلك و لا تترك يومك للآخرين يعبثون به كما يشاؤون، و لا تكن من الحزب المتشائم الذي إذا قابله شخص و بدر منه تصرف ما ، عكر مزاجه و بدد صفوه و قلب يومه إلى جحيم .
• ضع المساوئ التي تعاني منها من جراء العادة المستهجنة و كم تسبب لك من خسائر مادية ومعنوية وتخيل مدى المعاناة و الألم الذي تشعر به عدة مرات؟!
• ضع المزايا التي تجنيها عندما تتوقف عن هذه العادة تخيل نفسك و قد تغيرت و تجني ثمار التوقف عن هذه العادة المستهجنة، وترى نفسك في وضعك الجديد، عش في نشوة هذا الانتصار العظيم تذكر أنك لا تحتاج إلى أي شيء سوى القرار.
• ابدأ الآن بتعلم المهارات التي تؤهلك في التغلب على مشكلتك/عاداتك الغير مرغوب فيها و التي تسبب لك الضيق و الحرج كلما فعلتها تذكر أنك تحتاج إلى21 يوماً فقط لكي تتوقف عن أي عادة.
• أوجد طرقاً جديدة و ابدأ فوراً بالتنفيذ .
• إذا أردت أن تجد فرصة للانطلاق اغتنم الفرصة من أول مشكلة تقابلك، لأن العظماء يجدون الفرصة و التحدي في كل مشكلة، و الفاشلون يجدون مشكلة و أزمة في كل فرصة.
أريد تغيير العالم
كتب على قبر أحدهم ما يلي:
(( عندما كنت شاباً يافعاً ذا خيال خصب و طموح بلا حدود، كان حلمي أن أصلح و أغيّر العالم … لكن حينما نضجت و أصبحت أكثر فطنة ودراية، اكتشفت أن العالم لن يتغير حسب مزاجي، و قررت أن أحدّ من أخطائي و أكتفي بإصلاح و تغيير بلدي و حسب…. إلا أنه سرعان ما تبين لي أن هذا أيضاً بحكم المستحيل !
و لما تقدم بي السن، قمت بمحاولة أخيرة لإصلاح أقرب الناس إلي:عائلتي و أصدقائي المخلصين..
إلا أنني فوجئت برفضهم أي تغيير كذلك! و الآن..و أنا أرقد على فراش الموت, اتضح لي فجأة أنه لو ركزت في البدء على إصلاح نفسي، لكنت مهدت الطريق على الأغلب لتغيير عائلتي التي كانت ستتخذني مثالاً….وبدعم وإلهام من عائلتي المحبة كنت سأقدر على تحسين مدينتي، ومن يدري لعله كان باستطاعتي عندها أن أغيّر العالم!..))
حياتنا من صنع أفكارنا !!
يروى أن طالباً كانت درجاته ممتازة في المرحلة الثانوية، ثم تقدم للقبول في الجامعة، و اختبرته الجامعة اختبار القبول، فحصل على درجة (98). فظن الطالب أن الدرجة تشير إلى معدل ذكائه، ومقدار معدل الذكاء ( 98 ) هو أقل من الوسط، لأن الوسط هو (100) . وفي أول فصل في الجامعة كانت درجاته أقل من الوسط، فكلمه المرشد، و علم أن الطالب يظن أنه في امتحان القبول حصل على درجة أقل من الوسط لكن المرشد صحح له خطأه و أفهمه أن درجة ( 98) في ذلك الاختبار تعني أنه أحسن من ( 98%) من الطلاب، أي أنه يندر بين الطلاب في كل الجامعة من يعادله في التحصيل العلمي.و في الفصل التالي قفزت درجات الطالب إلى أعلى مستوى,وكانت النتيجة التي صنعتها أفكاره بالطبع.
ماذا لو بدأت من جديد؟
يروي برنالد هالدين في كتابه(( كيف تجعل من النجاح عادة ؟ )) قصة رجل جاوز الثالثة و الأربعين من عمره جاءه يوماً و هو يقول:
(( درست القانون و أنا أعمل اليوم محامياً، و لكنني أشعر بعد مرور خمسة عشر عاماً على ممارستي لهذه المهنة، أنني لم أحقق النجاح الذي كنت أتطلع إليه و أنا طالب في كلية الحقوق، لم أكمل تعليمي بعد!))
و قال هالدين : (( و قلت للرجل: عد إلى سنوات طفولتك و صباك، حاول أن تتذكر عملاً قمت به و شعرت بلذة و متعة و أنت تؤديه، ألم يكن لك أي ميول أو اتجاهات أخرى في أي مجال؟)) . و جلس الرجل صامتاً يفكر فترة طويلة ، و في النهاية بدأ يتكلم و كأنه تذكر شيئاً … و بدأ يروي قصته، قال: (( لقد كان والدي يمتلك بندقية صيد كبيرة …. و كان قد كف عن ممارسة هواية الصيد لفترة طويلة ثم قرر فجأة أن يعود إليها، و بحث عن بندقيته فعلاً وجدها كان الصدأ قد علاها، و أصبحت غير صالحة للاستعمال فما كان منه إلا أن ألقى بها جانباً و قرر العدول عن الخروج مع رفاقه للصيد!..
و كنت يومها صبياً لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري، و كنت أحب والدي كثيراً، و ما كدت أراه يعود ويشعل الغليون ويضعه في فمه، و يجلس في ملل يرقب النار المشتعلة في المدفأة، حتى شعرت بالأسف من أجله!
و عدت إلى البندقية و حملتها في هدوء إلى غرفتي، ثم أغلقت الباب عليّ، بعد أن قررت بيني و بين نفسي، أن أفعل كل ما في وسعي لأعيدها إلى ما كانت عليه. و في اهتمام شديد، رحت أفك أجزاءها قطعة بعد قطعة ثم نظفتها و أزلت الصدأ الذي كان يكسوها، و أعدتها إلى ما كانت عليه، إنني لا أستطيع أن أنسى ذراعي والدي القويتين و هما يرفعانني في الهواء ثم يهبطا بي مرة أخرى و هو يصيح:(فليباركك الله يا بني ) عندما عدت إليه ببندقيته صالحة للاستعمال مرة أخرى.. لقد أحسست يومها بفخر و زهو لا يعادلهما شيء في الدنيا .. لقد منحني والدي يومها جنيهاً مكافأة لي)).
و يقول هالدين:)وعدت أسأل صاحبي : هل قمت بأعمال مماثلة بعد ذلك، هل أعدت محاولتك لإصلاح شيء خرب في البيت؟(
قال:(نعم، فعلت، لقد أصلحت ماكينة الحياكة التي يملكها أمي، و أعدت التيار الكهربائي بعد أن قطع مرة عن البيت، و أصلحت دراجة أختي الصغيرة … وفي كل مرة كنت أجد متعة و أنا أقوم بهذه الأعمال).
و قلت للرجل أخيراً: (( إن مكانك يا صديقي في مصنع كبير لا في مكتب المحاماة! )) .
– و لكنني درست القانون لأن والدي أراد لي هذا الطريق!…
– و لماذا لا تدرس الهندسة؟! …
– وهل أستطيع أن أعود طالباً بعد أن جاوزت الأربعين؟! …
– بالضبط .. التحق بكلية الهندسية و تعلم، فقد خلقت لتكون مهندساً!
هذا المحامي الفاشل أصبح واحداً من أشهر مهندسي بريطانيا بعد أن جاوز الخمسين من عمره.
يا له من مستودع للمواهب، لم تمسه يد، ذلك الذي كان يختفي داخل هذا الرجل الذي تصور في لحظة من لحظات حياته أن الفشل هو كل نصيبه من هذه الحياة.

العادات السبع

(العادات السبع)

نحن نصنع عاداتنا ثم تقوم عاداتنا بصنعنا
سنتحدث عن العظمة هنا كممارسات عملية وصفها ستيفن كوفي في كتابه الرائع (العادة الثامنة – من الفعالية إلى العظمة), وكان قد ألف هذا الكتاب بعد ربع قرن تقريباً من كتابه الشهير (العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية). حدد ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع)
سبع عادات يمارسها الأشخاص الفعالون في هذه الحياة:
– العادة الأولى: كن مبادراً: أي أن تتحمل مسؤولية تغيير الظروف المحيطة بك, وأن تقوم بصنع فرص النجاح بدلاً من انتظارها .
– العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك: أي أن تكون لك رسالة محددة في هذه الحياة, وأن ترسم في ذهنك صورة واضحة عن الهدف الذي تريد الوصول إليه قبل القيام بأي عمل.
– العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم: أي أن ترتب أولوياتك و أن تركز وقتك وجهدك على إنجاز الأمور الأكثر أهمية.
يعتقد ستيفن كوفي أن الإنسان عندما يمارس العادات الثلاث السابقة باستمرار, فإنه سوف يحقق النصر الشخصي, و هذا من شأنه أن يسهل عليه ممارسة العادات الثلاث التالية التي تحقق للإنسان النصر الجماعي أي النجاح في علاقاته مع الآخرين وهذه العادات هي:
– العادة الرابعة: فكر بتحقيق المنفعة للجميع: أي أن تفكر في مواقف الخلاف وأن تجد لها حلاً بحيث يحقق الفائدة لك و للطرف الآخر.
– العادة الخامسة: افهم الآخرين أولاً لكي يفهموك: أي أن تسعى إلى فهم وجهة نظر الآخرين قبل أن تحاول عرض وجهة نظرك عليهم.
– العادة السادسة: تكاتف: أي أن تتعاون مع الآخرين بطريقة تضيف فيها نقاط قوتك إلى نقاط قوتهم, وتذكر أن: “في الاتحاد قوة, وفي التفرق ضعف”.
– العادة السابعة: اشحذ المنشار: أي أن تقوم بتجديد طاقاتك العقلية والجسدية والقلبية والروحية باستمرار لكي تتمكن من القيام بالعادات الست الباقية بأفضل شكل ممكن.
إن ممارسة هذه العادات السبع تنقل الإنسان من حالة الخمول والسلبية إلى حالة الفعالية والعطاء والإيجابية.
لكن ستيفن كوفي وجد أن في داخل كل إنسان طاقات هائلة لا تنطلق إلا بممارسة عادة أخرى تنقل الإنسان من الفعالية إلى العظمة وهي العادة الثامنة.
– العادة الثامنة: اعثر على صوتك، وألهم الآخرين لكي يعثروا على أصواتهم :
يرى السيد كوفي أن الإنسان يعثر على صوته عندما يكتشف موهبة أعطاه الله إياها ثم يضع هذه الموهبة في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسه و ترضي ضميره. أي أن الإنسان يعثر على صوته عندما تجتمع لديه أربعة عوامل:
1- الموهبة.
2- حاجة إنسانية.
3- الحماس.
4- الضمير.
وهو يرى أن الإنسان عندما يعثر على صوته يصل إلى مكامن القوة في داخله فتتفجر طاقاته وإمكانياته الهائلة, كما أن الإنسان الذي عثر على صوته يتحول إلى شخص ملهم يعدي الآخرين بحماسه وتوقده ويشجعهم لكي يعثروا على أصواتهم. فالأستاذ الذي يتمتع بموهبة التدريس ( أولاً ), والذي يلبي بموهبته تلك حاجة الناس إلى التعلم (ثانياً ) ,
و الذي يشعر بالمتعة و الحماس أثناء قيامه بعملية التدريس (ثالثاً), والذي يمارس التدريس بطريقة أخلاقية ترضي ضميره ( رابعاً) هو أستاذ عثر على صوته .
وهذا الأستاذ لن يكون أستاذاً ناجحاً فحسب بل سيكون أستاذاً ملهماً لطلابه وسيترك في نفوسهم أثراً إيجابياً لن يزول أبداً.
عزيزي القارئ إن كنت قد عثرت على صوتك فستفهم تماماً ماذا يعني عثور الإنسان على صوته، و إن كنت لم تعثر على صوتك بعد فالفرصة لم تزل سانحة أمامك.
ابحث عن موهبة أعطاك الله إياها وضعها في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسك و ترضي ضميرك. عندها تكون قد وضعت قدمك على الطريق الموصل إلى العظمة الحقيقية.

الإبداع والتفكير الإبداعي


( الإبداع والتفكير الإبداعي )

مقدمة عن الإبداع:
كثيراً ما نلاحظ أن الشاعر المجيد، والمهندس البارع، والرسام المبدع، والمبرمج الذكي…وغيرهم يستخدمون قدراتهم الإبداعية بطريقة ضيقة لا تخرج عن مجال تخصصهم, في حين أن هذه القدرات الإبداعية تعتبر ضرورة ملّحة في التفاعل مع الحياة ومع الناس، وبالتالي فإن الحياة ستكون ممتعة وناجحة ومنتجة عندما نطور قدراتنا الإبداعية على جميع الأصعدة, وبالتالي لا بد لهذه الطاقة الساكنة في ذاتنا أن تتحرك وتبدع أعظم الأفكار….
كيف تسخر طاقة التفكير لديك بطريقة إبداعية؟
إن كل شخص على وجه هذه الأرض يملك القدرة ليكون شخصاً مبدعاً وموهوباً, وإن المبدعين والموهوبين قد وصلوا إلى حالة من الإدراك والوعي بقدراتهم الإبداعية، ثم سخَّروا هذه القدرات للعمل في مصنع الحياة.
لهذا فإن الإبداع لم يعد حكراً على المبدعين والموهوبين الأوائل، وقد أكدت الدراسات الحديثة وحلقات التدريب المختلفة في هذا المجال أن التفكير الإبداعي يمكن تعلمه والتدريب عليه، ومن ثم المهارة فيه تماما كما يتعلم أحدنا استخدام أصابعه في الطباعة، ويتمرس في ذلك ثم يصبح ماهراً في الطباعة على الكومبيوتر.
الإبداع مهارة يجب تعلمها:
سؤال: ما الذي يجعل المدرس في غرفة درسه لا يوفق في إيصال رسالته الإعلامية لجمهور المستمعين مع توافر المعلومة وصحتها؟
جواب: إنه الإخفاق في ابتكار الأساليب الناجحة، وعدم الإحساس بضرورة بناء الشخصية ذات التفكير الإبداعي الابتكاري.
وكذلك فإن طبيعة المشاكل في الحياة يغلب عليها كونها من المسائل ذات النهايات المفتوحة، فلا تتقيد بأسلوب واحد في الحل، كما أنه لا توجد لها إجابة صحيحة واحدة فقط، فدعوة المدخنين للإقلاع عن التدخين تتخذ أساليب وطرقاً مختلفة، كما أن سبل العلاج تتضمن وصفات مختلفة و برامج متنوعة .. وليس وصفة واحدة أو برنامجاً واحداً فقط…
لذلك أصبح التفكير الإبداعي مطلباً أساسياً من مطالب التربية الحديثة، يحتاجه المدرس مع تلاميذه، والكاتب في حديث قلمه، والمتحدث في ثنايا كلامه، والناقد في معمعة نقاشه..
تعريف الإبداع:
في اللغة: تدور كلمة الإبداع في معجم اللغة على عدة معان.. مثل:
إبداع الشيء و اختراعه لأعلى مثال، وإنشاؤه على غير سابق، و جعله غاية في الصفاء.
أما تعريف الإبداع: اختراع أو إنشاء الجديد من الأشياء و لكن لأعلى مثال و أصفى صورة.
العقل مركز الإبداع:
يمثل العقل مركز التفكير لدى الإنسان, فهو المصنع الذي يلتقط المواد الخام من العالم الخارجي فيختبرها و يحللها ثم يفرزها ويوزعها على خلايا المخ التخزينية، ومن ثم يتم استخلاص النتائج النهائية…. وقد قيل عن العقل:
– ( العقل عقلان : عقل تجارب، وعقل نجيزة “أي العقل الفطري “).
– ( العقل ثلثه فتنة و ثلثاه تغافل) معاوية بن أبي سفيان.
– ( العاقل ليس من عرف الخير من الشر، بل العاقل هو من عرف خير الشرين).عمر بن الخطاب.
كيف يعمل عقل الإنسان؟
يتكون دماغ الإنسان في العموم من منطقتين إدراكيتين رئيسيتين:
1. المنطقة اليمنى:
تتحكم المنطقة اليمنى من الدماغ بتحريك الجزء الأيسر من الجسم وتتحكم بالوظائف المرتبطة بالحدس والانفعال والإبداع واستخدام الخيال والتأمل. ويحتوي هذا الجانب على القدرات التخطيطية، والشعورية الحدسية، والشمولية في النظرة والتعامل.
2. المنطقة اليسرى:
تتحكم الطبقة اليسرى من الدماغ بتحريك الجزء الأيمن من الجسم, و تقوم بالدور التحليلي، و ضبط الكلام، و التفكير النقدي والتحليلي والمراكز العصبية التي تضبط الحبال الصوتية و اللسان والشفتين.
وتربط هاتين المنطقتين حزمة من الأنسجة العصبية يطلق عليها “الجسم الجاسئ” حيث يتم دمج عمليات المنطقتين معاً بحيث يتكامل الإدراك الحسي المرئي مع قرينه اللفظي السمعي ، لينتج من ذلك رسالة واحدة أو تعلماً مفيداً معبراً.
ما علاقة الإبداع بالموهبة ؟
يلاحظ كثرة الترادف والتدخل أو التعارض بين مصطلحات “الموهبة” والعبقرية” و”التفوق” و الإبداع” و”الابتكار” في غالب الدراسات التي تناولت موضوع التفوق العقلي.
فالموهبة: هي إمكانية فسيولوجية دماغية موجودة لدى جميع الأطفال الأسوياء بدرجات متفاوتة نسبياً، أما لفظ “موهوب” ، فهو يطلق على الشريحة المتميزة من مجموعة المتفوقين الذين وهبوا الذكاء الممتاز, وتجدر الإشارة إلى أن اختبارات ” الإبداع” تختلف اختلافاً كبيراً عن اختبارات الذكاء .
وهناك من اعتبر الموهبة قدرة عقلية خاصة، كما فضل هؤلاء استخدام مصطلح “موهبة” في مجال القدرات الخاصة فقط ، فالموهوبون متفوقون، وقد يكون التفوق ذكاءاً عاماً أو قدرة خاصة أو تحصيلاً مدرسياً وقد يكون ابتكاراً علمياً فنياً.
ما علاقة الإبداع بالذكاء؟
– يرى كيج ويبر لاينر أن الذكاء بمفهومه العام هو القدرة على حل المشاكل و فهم البديهات و إنتاج الفكر التأملي والقدرة على التعلم.
– ويميز (إدوارد ثورندايك) الأب الأول لعلم النفس التربوي بين ثلاثة أنواع من القدرات هي: القدرات التأملية، والميكانيكية الحركية، والاجتماعية.
وقد يمتلك الفرد حسب رأي ثورندايك القدرات الذكائية الثلاث في آن واحد و لكنه يتميز بواحدة منها على الأغلب دائماً.
– أما غليفورد فقد عدد القدرات الذكائية بما يقارب 120 قدرة مبوبة في أربع عمليات عقلية رئيسية هي الإدراك و الذاكرة ، و التفكير المركز ، ثم التفكير التقييمي.
– خلاصة الأمر أن العلماء يشتركون في نظرتهم العامة للذكاء بكونه خاصية إنسانية، لكن لا يوجد ربط علمي مؤكد حتى الآن بين الإبداع و الذكاء، فقد لا يبدع الذكي شيئاً وقد يأتي صاحب الذكاء العادي بالكثير من الإبداعات.
ما علاقة الإبداع بالتفكير ؟
التفكير هو مهارة تشغيل الذكاء على الخبرة، وعملية التفكير عبارة عن معالجة عقلية للبيانات بهدف الوصول إلى نتيجة والتحكم بالانفعالات عن طريق الكلمات والمفاهيم والصور العقلية بدلاً من معالجتها عن طريق النشاط الفعلي أو عن طريق النشاط العياني المباشر .
وكذلك يستخدم مصطلح التفكير للإشارة إلى كل من: النية والقصد، أو التوقع والاستدلال، أو التذكر و استرجاع الخبرات الماضية، أو اتخاذ القرار، أو حل مشكلة، أو التخيل والإبداع.
التفكير الإبداعي:
تعريف: هو العملية الذهنية التي نستخدمها للوصول إلى الأفكار والرؤى الجديدة، أو التي تؤدي إلى الدمج و التأليف بين الأفكار أو الأشياء التي اعتبرت سابقاً أنها غير مترابطة.
إلا أن الفرق الرئيسي بين الإبداع والتفكير الإبداعي يكمن في أن الإبداع يمثل ناتج أو ثمرة التفكير الإبداعي، في حين أن الطريقة المستخدمة في التفكير أو بمعنى آخر العملية الذهنية المستخدمة للوصول للحل تعرف بالتفكير الإبداعي.
مبادئ التفكير الإبداعي:
1_ اعزل توليد الأفكار عن تقويمها:
هذا هو العامل الأكثر أهمية في التفكير الإبداعي، فإذا أردت أن تولد أفكار كثيرة فيجب أن تضع حداً فاصلاً بين هذه الأفكار وبين تثمين الأفكار وتقويمها، حيث إن التفكير الأول (الإبداعي) يتطلب البحث عن أكبر قدر ممكن من الأفكار، في حين أن تثمين الفكرة الذي يمثل تفكير التقارب يضيق مساحة الأفكار المولدة ويختار الفكرة الأفضل.
وإذا أردت أن تستخدم كلا التفكيرين في الوقت نفسه فإنك لن تصل إلى أي منهما بشكل جيد، إذن فالطريقة المثلى التي يتوجب عليك إتباعها هي أن تقوم بتوليد الأفكار المتشعبة والمتفرقة ثم بعد ذلك تثمن وتقدر أيها الأفضل.
2- تجنب التفكير الشكلي المألوف:
إن أول مهمة تقوم بها لتصبح مبدعاً هي أن تعطي نفسك الإذن و السماح بأن تعمل الأشياء بطريقة إبداعية حديثة، والمهمة الثانية هي أن تسخر هذه الطريقة الإبداعية في حل المعوقات الشخصية التي تعترضك.
وقد يساعدك كثيراً أن تحيط نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك لتصبح مبدعاً, وأن تقرأ كثيراً عن الأشخاص المبدعين، وعن الحلول الإبداعية.
والأهم من ذلك عليك أن تؤمن بقدراتك الإبداعية التي ستساعدك على تنمية الثقة بالنفس .
3- ابتكر نظرات جديدة :
انظر إلى المشكلات بنظرة فاحصة إبداعية، فربما الذي تراه جديداً هو بعض عناصر مشكلة تم تجاوزها, أو هو حلاً ناتجاً عن ضم عناصر أو أفكار لمشكلتين كان يتوقع سابقاً أنهما لا تقبلان الضم.
مثال عملي 1:
لقد اكتشف العالم (أرخميدس ) مبدأ الإزاحة وقانون الطفو عندما كان يستحم، إذ خرج من الحمام عارياً و هو يقول : وجدتها …وجدتها…! ((Eureka))، حيث لاحظ أثناء استحمامه كيف أن وزن جسمه يزيح كمية متساوية من الماء و قد قاده هذا التبصر إلى ابتكار نظرة جديدة ضم فيها عناصر لمشكلتين غير مرتبطتين سابقاً.
مثال عملي 2:
حركة القمر وحالات المد والجزر للبحر التي عرفت منذ القدم, إلى أن جاء العالم الفيزيائي كبلر((Keppler)) واستطاع أن يؤلف بين هاتين الظاهرتين حينما اكتشف أن القمر يتحكم في حركتي المد و الجزر لأمواج البحر.
4- قلل التفكير السلبي إلى الحد الأدنى:
إن السواد الأعظم من الناس يسعى إلى التصادم مع الفكرة مباشرةً بالإجابة الاعتيادية: لا ..غير مجدية ..مثالية..غير عملية..
لقد تعلمنا من خلال التدريب و الظروف الحياتية ( في البيت و المدرسة و المجتمع) النقد أو الرفض أولاً ثم التفكير لاحقاً.
إن قتل الأفكار أسهل بكثير من تحفيزها وتشجيعها وتحويلها إلى حلول مفيدة, لذلك احرص على عدم تحطيم أفكار الآخرين, و إلا سوف يتوقفون عن الإفصاح بها إليك.
أحياناً قد تبدو هذه الأفكار للوهلة غبية ساذجة أو شاذة , لكن حاول أن تفهم لماذا أسر بها الآخرون إليك، قد يكون من المحتمل أن هناك شيئاً ما في الفكرة يفيدك جداً، حتى لو لم تكن كذلك فمن الواجب عليك انتهاز الفرصة لمساعدتهم لإدراك لماذا هذه الفكرة أو تلك غير عملية؟
دوافع الإبداع:
علينا أن نتعرف على دوافع الإبداع ونؤكد عليها ونتبعها بالتدريبات المناسبة التي تحسن القدرات الإبداعية.
و إن كل فرد قادر على أن يكون مبدعاً لو عرف الطريق إلى ذلك, ثم استطاع تنمية الدوافع التي تكمن وراء العمل الإبداعي. و يمكن تصنيف هذه الدوافع إلى ما يلي:
أ‌- الدوافع الذاتية (الداخلية): وتتمثل فيمايلي:
1) الحماس في تحقيق الأهداف الشخصية:(يجب أن أكون مفيداً للمجتمع).
2) الرغبة في تقديم مساهمة مبتكرة وصياغة جديدة مبتكرة .
3) الرغبة في معالجة الأشياء الغامضة والمعقدة.
4) الرغبة في تجريب أكثر من مجال في العمل .
5) الحصول على رضا النفس و تحقيق الذات .
6) إشباع الحاجات الإنسانية بطريقة أحسن وأفضل من السابق والمساعدة على الوصول إلى الأهداف وتحقيقها بطريقة أسهل وأفضل.
ب‌- الدوافع البيئية (الخارجية): وتتجسد في الدوافع التالية:
1-الحاجة إلى الإبداع في مجالات العمل المختلفة:
ثمة تسليم بإبداع الفنانين و الكتاب و الرسامين، غير أن الإبداع في مجالات العمل لا يزال مهملاً إلى حد بعيد فهو يقترن عادة بالشعارات الدعائية، ولا يعتبر المدير العادي نفسه مبدعاً كما أنه لا يجد في الحقيقة حاجة لذلك، لكن هذا الاعتقاد بدأ يتغير مع ظهور إبداع مراكز التفكير((Think Tanks وما صاحبها من دعابة.
2-الحيوية والنمو يحتاجان إلى ومضة إبداع:
و تأتي المفارقة من أن التفكير الإبداعي ضروري بالطبع لإدارة أي مشروع, فالحيوية و النمو يعتمدان على ومضة إبداع و ليس مجرد المتابعة التحليلية للفكرة الخلاقة ، وعملياً فإن كل جانب من الإدارة ينطوي على تفكير إبداعي.
3- التصدي للمشكلات العامة و الخاصة يتطلب الإبداع:
إن الإبداع ضرورة للتصدي للمشكلات مثل سياسة خدمة الوطن, و تنويع و تحسين الخدمات والعلاقات العامة وتطوير القوى العاملة، كما أنه مهم كذلك في الهندسة والإنتاج, وكذلك هو ضروري جداً في مشكلات العمل وتحليل القيمة والنوعية، وفي شؤون الموظفين لدى الاختيار، وفي التدريب والعلاقات الإنسانية لمحاولة الوصول إلى حلول جديدة غير مسبوقة.
4-إننا في عالم سريع التغير و يحتاج إلى صنع الأحداث بطريقة إبداعية:
يقول (إدوارد دي بونو) و هو من أبرز رواد تعليم التفكير الإبداعي: أنه اقتنع منذ زمن طويل أن مجال الحياة العملية يعتمد كثيراً على التفكير، فالإبداع لا غنى عنه في عالم سريع التغير و نحتاجه دائماً لصنع الأحداث.
فثمة على الدوام أمور ينبغي القيام بها و مشكلات تتطلب الحل، و ثمة فرص مطلوب اكتشافها و تطويرها، و مشاريع يتعين تنظيمها ، و تنبؤات ينبغي القيام بها ، و تقييمات يلزم تأديتها،و يختلف التفكير المطلوب لهذه الأمور عن ذلك التفكير المألوف في العالم الأكاديمي حيث الوقت لا يكون ضاغطاً، و النفقات يسيرة.
5-إن التقدم و الازدهار مرتبطان بقدرتنا الإبداعية:
التفكير الإبداعي ليس حديثاً، فلقد وجده المبدعون منذ آلاف السنين، لكن التقدم الذي حصل منذ بداية هذا القرن في المجالات المختلفة للإلكترون والكمبيوتر والراديو والتلفزيون و الصواريخ وعلوم الفضاء يبين أن هذا القرن يعج بالمبدعين، إنهم يقدمون ومضة الأفكار الجديدة ، وعلى الرغم من السخرية التي تحوط أحياناً بالمبدعين فإن هؤلاء يواظبون على طرح أفكارهم التي تبدو مستحيلة, ففي بداية الستينات كانت الشكوك تحيط بأفكار من تنبأ بوصول الإنسان إلى القمر، لكنه وصل في النهاية.
لذلك علينا أن لا نتهيب من طرح أفكارنا الإبداعية مهما تشكك فيها أو سخر منها الآخرون، فللمبدعين عزائم و طموحات تتعدى هذه الأمور
من هو الشخص المبدع؟
صفات المبدع:

تشير الدراسات إلى أهم صفات المبدعين وسماتهم العامة، وقد تتوفر كلها أو بعضها في الإنسان الذي لديه القدرة على الإبداع، كما أن غياب بعضها لا يعني عدم القدرة على الإبداع، وإنما هي صفات مساعدة ومؤثرة.
وعلى القائمين على التربية والتعليم والتدريب اتخاذ الأساليب المناسبة لتنمية مثل هذه الصفات، ونستطيع تلخيص أهم هذه الصفات في النقاط التالية:
1) الصفات الذهنية للمبدع:
? يمتلك قدرة عالية على التفكير الإبداعي ويحب التجديد.
? يمتلك ذاكرة قوية, قادر على الإلمام بالتفاصيل.
? مثقف ولديه قناعات أساسية خاصة به.
? يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة والمتنوعة والتي تحتمل أكثر من تفسير.
? يعتمد على الملاحظة الشديدة لكل المسارات والأساليب للموضوع الذي يهمه.
? يحب البحث والتأمل الذهني, وهو دائم التساؤل.
? يرتكز على النقد البناء و لديه قدرة عالية على تلخيص الآراء.
? يهتم بالأشياء التي تحتمل الشك و لا يمكن التنبؤ بها.
? متعدد الميول والاهتمامات ويهوى الشعر والاستعارات والتشبيهات.
? يقترح أفكارا قد يعتبرها الآخرون غير معقولة وفلسفية.
? يحب الأمور الغريبة والجديدة و يتمتع بالاستقلالية في التفكير والرأي.
? يفكر بشكل أفضل في فترات الهدوء و الفراغ.
? بطيء في تحليل المعلومات, لكنه سريع في الوصول للحل.
2) الصفات النفسية:
? يحب التميز بعمله و لا يحب التقليد.
? يعتمد كثيرا على أحاسيسه ومشاعره.
? لا ينهزم ولا يهرب من المشكلة بسرعة, ولا يتخلى عن آرائه بسهولة.
? يهتم ويتحمس لمشروعاته الشخصية ويتبناها ويثبت وراءها حتى ينتهي من تنفيذها.
? قوي الإرادة, واثق بنفسه, دائم التفاؤل والطموح.
? يبادر بالعمل ومستعد لبذل الجهد وتحمل المسؤولية مقابل إنجاز ما يحب.
? لديه شعور بأن عنده مساهمات خاصة.
3)الصفات العملية:
? لا يحبذ القيام بالأعمال الروتينية.
? يميل إلى المغامرة ويحب التجريب و يفضل القيام بالأعمال التي تنطوي على تحدٍ.
? قادر على التعامل مع المواقف الغامضة وحل المشكلات الصعبة.
? يثابر على عمله، و يتابع أفكاره بجدية بالرغم من معارضة الآخرين.
? لا يهتم بالرسميات التنظيمية, يكره العمل في مواقف تحكمها قواعد وتنظيمات صارمة.
? يتساءل عن تطبيقات النظريات والمبادئ القائمة.
? أوراقه فيها فوضى وعدم ترتيب .
? يحب السفر واللعب والتسلية و يكره هواية جمع الأشياء (طوابع، نقود ..).
? يحل المشاكل دون التأكد من كيفية الحل .
? يؤدي التكاليف في الوقت والكيفية التي تناسبه و يسعى دائما لتحسين عمله .
? من المهم أن يتناسب عمله مع رغبته وليس العكس.
4) الصفات الإنسانية:
? حساس ولديه روح الدعابة والفكاهة ويهوى الاستمتاع بالجمال.
? شجاع و مقدام وصبور.
? مهذب ولكنه صريح ومستقل ولا يحبذ السلطة أو التسلط.
? قادر على مقاومة ضغوط الجماعة, ولكنه يحب العمل في جو من الدعم والتحفيز.
? منفتح على المحيط الخارجي, وعلى التجارب الانسانية السابقة.
? يشعر بقدر كبير من الغبطة والسرور عندما يمارس العمل الذي يبدع فيه.
شروط الإبداع:
الإبداع علم نظري تجريبي غير محدود، فبعض ما هو صحيح اليوم قد ينفى غدا, والعكس صحيح، ويوجد الإبداع عند كل الناس ولكن بدرجات متفاوتة ومجالات مختلفة فقد أودع الله سبحانه و تعالى القدرة على الإبداع في جميع البشر.
ويعتمد الإبداع على التفكير “الإحاطي” الذي له أكثر من حل، أي القدرة على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة و يشترط على المبدع أن تكون فكرته قابلة في النهاية للتطبيق، وأن يكون قادرا على ملاحظة التناقضات في البيئة، ولكنه لا يفكر في حل جديد فحسب, بل يدرك مشكلات جديدة وينظر إلى المألوف والشائع من خلال منظور جديد .
للإبداع ستة شروط يمكن اختصارها OFF SEA و هي:
1 ـ الأصالة Originalty.
2 ـ الطلاقة Fluency .
3 ـ المرونة Flexibility .
4 ـالحساسية Sensitivity .
5 ـ الاستنباطية Elaboration .
6 ـ القبول Acceptance .
كيف تصبح شخصاً مبدعا:
1- لكي تكون مبدعاً …..تنبه للمشكلات واكتشف التغيرات, كن ذو خيال واسع يكشف الجديد ويبدعه.
2- لكي تكون مبدعاً….ابحث عن مصادر جديدة للأفكار, سجلها, دعها تنمو بتلقائية ومرونة.
3- لكي تكون مبدعاً…كن صياداً للفرص الملائمة للإبداع, ولا تخضع لما هو قائم أو مألوف.
4- لكي تكون مبدعاً…اعمل باستقلالية واحذر من السير وراء الآخرين, فرق بين التمييز الذهني والاختلاف الاجتماعي.
5- لكي تكون مبدعاً….تحمس لأفكارك, تعلم كيف تطبقها عملياً, استفد من أخطائك ولا تكررها.
6- لكي تكون مبدعاً… كن طموحاً, واعياً, لأهدافك وثابر على تحقيقها.
7- لكي تكون مبدعاً…كن جريئاً أقدم على الأعمال التي فيها تحدي لقدراتك, تعلم كيف تتجاوز الصعوبات والفشل.
8- لكي تكون مبدعاً…ركز على التفكير الإبداعي, ابحث عن النقد البناء.
9- لكي تكون مبدعاً… يجب أن تكون شجاعاً مقداماً, متفائلاً..ومنفتحاً على التجارب الإنسانية وعلى المحيط الخارجي.
10- لكي تكون مبدعاً تكيف مع المتغيرات…لا تنهزم.. ولا تهرب من المشكلات.
11- لكي تكون مبدعاً…كن دائم التفكير والتساؤل في سبيل الوصول إلى الحلول الصحيحة والمبتكرة.

أحدث المشاركات على المدونة

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟ ماذا كنت لتفعل لو أعطوك 5 دولار من المال وساعتين من نهار لتستثمرها؟ هذا كان عنوان الفرض / الواجب ...

الأكثر مشاهدة