السبت، 24 يونيو 2017

علامات البيئة الصفية الناجحة





هل ما زال عليك القلق بشأن الطلاب الذين يمضغون العلكة في غرفة الصف؟ أو أولئك الذين ترن أجراس هواتفهم النقالة أثناء الحصة؟؟ كيف يمكنك التصرف عندما تسمع طلابك يستخدمون الكلمات البذيئة مع بعضهم أو الألفاظ غير اللائقة في حضورك؟؟
أنت تقلق بالتأكيد كمعلم حيال هذه الأمور والكثير غيرها مما نواجهه جميعاً كمعلمين يومياً مع طلابنا، وقد تبدو كل هذه المشكلات صغيرة أمام مشكلات أخرى كالتنمر والسرقة واستخدام الأسلحة وغيرها من السلوكيات الإجرامية، والتي تظهر بصورة أكبر لدى الطلاب في المراحل العليا أو في سن المراهقة.
يختلف الكثير من التربويين حول مفهوم البيئة الصفية الناجحة، فمع تنوع أساليب التدريس تتغير المفاهيم وتصبح المسألة نسبية، فمثلاً أنصار الأسلوب التقليدي القديم في التربية والمعتمد على الاستماع فقط من قبل الطالب يرى أن مجرد حركة الطالب من مكانه أثناء الحصة يعتبر دليلاً على الفوضى، في حين من يؤيد التعليم بالمشاركة وعمل المجموعات يرى أن بقاء الطالب دون حراك طوال الحصة دليل على بيئة صفية غير ناجحة، فهو لا يشارك بالتالي لا يستفيد..
على الرغم من أننا قد لا نتفق حول مفهوم البيئة الصفية الناجحة تماماً إلا أننا جميعاً نعلم متى يكون هنالك خلل، فنحن نتفق جميعاً على أن سلوكيات كالعنف، والتنمر، وعدم احترام السلطة، والتسرب، والتأخر الدراسي كلها دلائل تشير -بما لا يدع مجالاً للشك- إلى بيئة صفية غير ناجحة على الاطلاق،  وما من معلم يرغب في التعامل مع سلوكيات مشابهة.
إذاً طالما نحن نعرف متى يكون الخلل يمكننا الاتفاق على ما هو ضده، أو بصورة أخرى يمكننا الاتفاق على ما يشير إلى البيئة الصفية الناجحة في حال اتفقنا على كون البيئة المقصودة هي البيئة التي تتبع أساليب التدريس المعاصرة، أي بيئة الصف في القرن الواحد والعشرين. في هذا المقال المستوحى من مقال لاختصاصية التربية الأمريكية جوليا ثومبسون (Julia G. Thompson) سنتناول 5 مؤشرات تشير إلى كون البيئة الصفية ناجحة أم لا، بمعايير القرن الواحد والعشرين..

 العلامات الخمسة للبيئة الصفية المعاصرة الناجحة:

1. البيئة المادية لغرفة الصف جاذبة:

 

في البيئة الصفية الناجحة تكون غرفة الصف من ناحية المظهر نفسه جذابة، ومشجعة على التعلم. على الرغم من أن الكثير منا يعمل في مدارس ذلت صفوف محدودة الامكانيات، وقد لا يتوفر كل ماتطلبه من الإدارة لخلق غرفة الصف التي تحلم بها لطلابك إلا أن بإمكانك تهيئة الجو المناسب للتعلم مهما كانت القيود. يمكنك بالتعاون مع طلابك، وبأبسط الامكانيات تهيئة القاعة الدراسية لتكون نظيفة، مريحة، مبهجة، تعاونية. يمكنك أن تغير ترتيب المقاعد والطاولات بحيث يجلس الطلاب في مجموعات أو بصورة فردية لتحفز على العمل  الجماعي أو الفردي (كما في الصورة في الأسفل). يمكنك أن تقلل من الازدحام في غرفة الصف حسب الوضعية التي تختارها للمقاعد. أفضل ما يمكنك فعله لبيئة صفية ناجحة هو استغلال الجدران لتضفي جو الحماس والبهجة على طلابك. استخدم اللوحات والبوسترات المحفزة لهم. ضع قواعد الصف الخاصة بك وعلقها على الجدران. علق أعمالهم وإنجازاتهم كنوع من التحفيز الفعال. أمامك الكثير من الأفكار والخيارات، كل ما عليك هو أن تبدأ وحسب!

2. يدرك الطلاب القواعد والخطة التي يتوجب عليهم اتباعها:

الطلاب كجزء من العملية التعليمية من حقهم أن يدركوا القواعد التي هم ملزمون باتباعها، وما الخطوة التالية في المقرر بدلاً من أن يتلقوها في حينها دون سابق توقع. يمكنك أن تعلق خطة العام اللدراسي لطلابك في مكان بارز في غرفة الصف، إلى جانب قواعد غرفة الصف وقواعد التقييم الدراسي. يمكنك إعداد لوح يحوي أهم المناسبات والأحداث التي من المتوقع أن يشتركوا بها. حاول أن تذكرهم دوماً بالأهداف التعليمية وراء كل خطوة، وأن توزع المسؤوليات بينهم يومياً، بحيث يشعر كل فرد منهم بأهميته في المنظومة التعليمية.

3. يشارك الطلاب بفاعلية في العملية التعليمية:

 

 

 هنالك ضجة وضحك وحراك في غرفة الصف أثناء الحصة! لا تستغرب، فالتعليم التفاعلي لا بد أن يحدث كل هذا على عكس ما هو معروف عن فصول القرن الماضي الصامتة المتلقية. يتحرك الطلاب من مقاعدهم طوال الحصة أثناء مشاركتهم في الأنشطة المختلفة والتي تنمي جوانب التفكير والتحدي والاستكشاف لديهم. يتحدث الطلاب أكثر من الأستاذ نفسه في أغلب الأيام. غرفة الصف العصرية لا مجال فيها لطالب نائم أو خامل بانتظار أن يرن الجرس ويعود إلى البيت، فالجميع مشارك، والجميع له دوره..

4. الاحترام المتبادل هو الجو السائد في غرفة الصف:

يعامل الطلاب والمعلم بعضهم باحترام متبادل، ونشدد هنا على أن المعلم يحترم الطالب تماماً، ولا مجال للتقريع أو الضرب أو الإهانة مهما فعل الطالب. يمكنك أن تشعر بهذا الاحترام المتبادل ليس فقط من خلال ما يقوله كل منهما للآخر، بل حتى من خلال الحركات والتصرفات ولغة الجسد ونغمة الصوت التي يبديها الطلاب والمعلم أثناء الحصة. يتحدث الطلاب بثقة لأنهم يعلمون أن رأيهم سيقدر ويحترم من قبل المعلم. والمعلم يثق بطلابه تماماً لأنه يعلم أنهم لا يخالفون تعليماته. بالإضافة إلى ذلك.. يحترم كل طالب زميله لأنه تعلم أن يحترم الآخر، ويقدر جهوده ويدعمه متى احتاج، ولأنه تعلم الأساليب المهذبة لحل المشكلات مع الآخرين متى وقعت.

5. يتحمل الطلاب مسؤولية التعلم:


صحيح أن المعلم هو القائد في البيئة الصفية الناجحة، لكن هذا لا يعني أن الطلاب مكرهون أو مجبرون على السلوك الجيد من خلال التهديد بالعقاب، بل على العكس من ذلك هم يتفهمون أهمية اختيار السلوك الجيد وكيف ان عواقبه ستعود عليهم بالنفع على عكس السلوك السيء. بصورة أخرى، هم مطيعون لأساتذتهم ولكن بالترغيب لا بالترهيب.. في البيئة الصفية الناجحة يشجع الطلاب بعضهم البعض على الالتزام، ويتعاونون على الخير، ولا يكتفون بذلك بل يعاونون المعلم على تحقيق الأهداف التعليمية. هم يتحملون مسؤولية التعلم كاملةً، ويدركون أهمية الخيارات الصائبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المشاركات على المدونة

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟ ماذا كنت لتفعل لو أعطوك 5 دولار من المال وساعتين من نهار لتستثمرها؟ هذا كان عنوان الفرض / الواجب ...

الأكثر مشاهدة