الأحد، 28 مايو 2017

إدارة الصف في المدارس المتوسطة




إدارة الصف في المدارس المتوسطة
        تُعَدُ إدارة الغرفة الصفية أصعب المهارات التي يجب على المعلم تطبيقها. فإذا لم تكن قادرًا على إدارة الغرفة الصفية، فإنّك لن تستطيع مواصلة العمل،  خاصة إذا كنت ممّن يُدرِّسون المرحلة المتوسطة. على أيّ حال، يشعر معظم المعلمين الجدد بالدهشة والارتياح معًا عند بدء السنة الدراسية؛ فقد أُخبِروا في أثناء فترة تدريبهم بمدى صعوبة إدارة الغرفة الصفية، خاصة في المدارس المتوسطة، وبمدى ضرورة امتلاك مهارة إدارة الصف الدراسي ليكونوا معلمين ناجحين.
يُستبعَد خلال الأيام الأولى من السنة الدراسية حدوث مشاكل في الصف؛ إذ يكون الطلاب منتبهين عادة، وغير منشغلين بالأحاديث الجانبية أو بتمرير الملاحظات، ولا يميلون إلى المشاجرة. ولكن، بعد ذلك تبدأ الأمور بالتغير.
تُسمّى الفترة الأولى من السنة الدراسية شهر العسل؛ إذ يشعر بعض الطلاب بالتوتر، ويشعر آخرون بالخوف، لذلك لا يُقدِم أيّ منهم على افتعال مشاكل. إلا أنّه مع نهاية الأسبوع الأول أو الثاني، يبدأ طلاب المرحلة المتوسطة يشعرون بالارتياح، فيعمدون إلى اختبار طبيعة المعلم ومدى قدرته على ضبط الأمور؛ ممّا يزيد من صعوبة إدارة الغرفة الصفية.
يشعر بعض المعلمين- حينئذٍ- بالقلق، ويلجؤون مباشرة إلى استعمال صور مختلفة من الثواب والعقاب، أو ما يُسمّيه التربويون أسلوب العصا والجزرة. إلا أنّ مثل هذه الأساليب لم تثبت نجاعتها؛ فحلولها مؤقتة، ولا تُفضي إلى إنهاء المشكلة المستمرة القائمة. فالطلاب سيعتادون عدم الاستجابة إلا إذا ضمنوا حصولهم على مكافأة، في حين يسعى العديد من الطلاب في الوقت نفسه إلى استجلاب العقاب؛ توقًا منهم لشيء من الاهتمام.
تتمثّل أفضل خطة لمعالجة ذلك الأمر في النهج الاستباقي لإدارة الغرفة الصفية.  ويرتكز هذا النهج على إعداد أفضل خطة تعليمية، انطلاقًا من أنّ مفتاح إدارة الغرف الصفية في المدارس المتوسطة، يكمن في المحافظة على مشاركة فاعلة للطلاب في الدروس والموضوعات كلّها.  
يضطر المعلم- أحيانًا- إلى الاندفاع، ومعالجة الأمور بصورة متسرعة؛ فقد يستعمل مختلف الأساليب الفاعلة في إدارة الصف. ومع ذلك، يستمر أحد الطلاب في إثارة  الفوضى والتشويش، ممّا يجبر المعلم على إبداء ردّ فعل قاسٍ تجاهه. وهذا لا يعني – طبعًا-  أنّ على المعلم اللجوء إلى معاقبة الطالب بهذه الصورة؛ إذ يجب أن يكون العقاب هو الملاذ الأخير في حال لم تثمر الأساليب العلاجية. 
إذن، ما الذي ينبغي للمعلم فعله؟
هنا تكمن فكرة إيجاد ما يُسمّى خطة النشاط السلوكي. والأفضل أن يوجدها الطالب نفسه. إنّ المفتاح الرئيس الملائم لتغيير سلوك الطالب يتمثّل في تحمّله مسؤولية تصرفاته وعواقبها؛ في البداية، يجب أن يُحدِّد الطالب السلوك غير اللائق، ثمّ يُميِّز سبب اعتباره سلوكًا غير لائق. بعد ذلك، عليه أن يضع بنفسه خططًا لوقف ذلك السلوك.
يحتاج المعلمون إلى تدريب الطلاب على اتباع خطة النشاط السلوكي، وهي خطة تتطلّب إكمال الطلاب الجمل الثلاث الآتية:
1-    أكتب هذه الخطة لأنّني ... .
2-    هذا السلوك ليس ملائمًا بسبب ... .
3-    لتجنّب تكرار هذا السلوك مرّة أخرى؛ أخطّط ـ... .
بعد ذلك، يتم التأكّد أنّ الطالب قد ذيّل أسفل الورقة باسمه وتوقيعه، ممّا يعني تعهده باتباع الخطة التي وضعها بنفسه.
يظل هذا النهج أفضل بكثير من معاقبة الطالب على سوء سلوكه، وسيوصل المعلم حتمًا إلى النتائج المرجوة على المدى الطويل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحدث المشاركات على المدونة

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟

كم من المال ستربح من 5 دولار في ساعتين؟ ماذا كنت لتفعل لو أعطوك 5 دولار من المال وساعتين من نهار لتستثمرها؟ هذا كان عنوان الفرض / الواجب ...

الأكثر مشاهدة